منتديات الغريب
منبر الهدى
السوري الفوعي
لم يجتمع لرجل من رجال التاريخ ما إجتمع للإمام علي من حب وافتتان في قلوب الناس وأقول الناس لأن المحبين لم يتنتموا الى فئة أو طريقة معينة أو مذهب خاص ، فقد هزت شخصية الإمام علي ضمائر الباحثين والأدباء والمؤرخين والمستشرقين من كافة البلدان والمذاهب والفرق والأديان فكتبوا عنه أروع ما يمكن ان يكتب أو يقال في مدح وبيان شخصية ما ...
منبر الهدى
السوري الفوعي
لم يجتمع لرجل من رجال التاريخ ما إجتمع للإمام علي من حب وافتتان في قلوب الناس وأقول الناس لأن المحبين لم يتنتموا الى فئة أو طريقة معينة أو مذهب خاص ، فقد هزت شخصية الإمام علي ضمائر الباحثين والأدباء والمؤرخين والمستشرقين من كافة البلدان والمذاهب والفرق والأديان فكتبوا عنه أروع ما يمكن ان يكتب أو يقال في مدح وبيان شخصية ما ...
دعونا نطالع القليل مما كتبه بعض الأدباء المسيحين حول هذه الشخصية العظيمة:
الشاعر المسيحي بولس سلامة
يقول الشاعر بولس سلامة واصفاً أحاسيسه عندما قرر أن يكتب عن الإمام علي سنة 1947: تزاحمت علي الفكر وأيقظت كوامن الوجدان وتآلفت كما تتآلف المويجات على صفحات اليم ، ثم تتكشف عن أمواج ترقص على الشاطئ ، فصحت عزيمتي على نظم ملحمة عنوانها ( عيد الغدير ) . ....
ورب معترض قال : ما بال هذا المسيحي يتصدى لملحمة إسلامية بحتة ؟ أجل إنني مسيحي ولكن التاريخ مشاع للعالمين .
أجل إني مسيحي ينظر من أفق رحب لا من كوة ضيقة ، فيرى في غاندي الوثني قديسا ، مسيحي يرى ( الخلق كلهم عيال الله ) ويرى أن ( لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) .
مسيحي ينحني أمام عظمة رجل يهتف باسمه مئات الملايين من الناس في مشارق االأرض ومغاربها رجل ليس في مواليد حواء أعظم منه شأناً ، وأبعد أثراً ، وأخلد ذكراً .
رجل أطل من غياهب الجاهلية فأطلت معه دنيا أظلها بلواء مجيد ، كتب عليه بأحرف من نور : لا إله إلا الله ! الله أكبر !
إن العروبة المستيقظة اليوم في صدور أبنائها ، من المغرب الأقصى إلى آخر جزيرة العرب ، لأحوج ما تكون إلى التمثل بأبطالها الغابرين ، وهم كثر ، على أنه لم يجتمع لواحد منهم ما اجتمع لعلي من البطولة والعلم والصلاح . ولم يقم في وجه الظالمين أشجع من الحسين فقد عاش الأب للحق وجرد سيفه للذياد عنه منذ يوم بدر ، واستشهد الابن في سبيل الحرية يوم كربلاء ، ولا غرو فالأول ربيب محمد والثاني فلذة منه .
قد يقول قائل : ولم آثرت عليا دون سواه من أصحاب محمد (ص) بهذه الملحمة ؟ ولن أجيب على هذا السؤال ، فالملحمة كلها جواب عليه:
لا تقل شيعة هواة علي
إن في كل من صف شيعيا
هو فخر التـــاريخ لا فخر شعب
يدعيه اويصطفيه وليـا
كان رب الكلام من بعد طه
واخاه وصهره و الوصيـا
سفر خير الانام من بعد طـه
ما راى الكون مثله ادميا
يـا علي العصور هذا بياني
صغت فيه وحي الامام جليا
يا امير البيان هذا وفائي
أحمد الله ان خلقت وفيا
جلجل الحق في المسـيحي حتى
عد من فرط حبه علويا
مصدر الحق لم أقل غير
حق انت اجريته على شفتيا
انت ألهمتني مديح علي
فهم غيدق البيان عليا
وتخيرت للامير واهل الـبيت
قلبـاً آثرته عيسويا
يا سـماء اشهدي ويا أرض قري
واخشــعي اني ذكرت عليا
**
الكاتب المسيحي ميخائيل نعيمة:
يقول ميخائيل نعيمة : إن بطولات الإمام علي ما اقتصرت يوما على ميادين الحرب ، فقد كان بطلا في صفاء بصيرته وطهارة وجدانه ، وسحر بيانه ، وعمق انسانيته وطررة إيمانه وسمو دعته ونصرته للمحروم والمظلوم من الحارم والظالم وتعبده للحق أينما تجلى له الحق و ما أظن أن التاريخ عرف رجلين ترافقا في طريق النور والخير والصلاح مثل ترافق محمد بن عبد الله وعلي بن أبي طالب ، فكأنهما منذ ولادتهما كانا على موعد مع النور والخير والصلاح ، وما هي قرابة الدم والرحم التي جمعت بينهما ، بل هي قرابة الروح وأين من قرابة الدماء والأرحام والذي له العلم بما تضمره الضمائر وتنطوي عليه النفوس وبما تسجله الدقائق في سجلات الوجود هو وحده يعلم ماذا داربين ذينك الرفيقين الحميمين العظيمين في خلواتهما ، وفي غدواتهما وروحانهما من أحاديث ومساجلات ومطارحات وهو وحده يعلم كيف أثر كلا الرفيقين في رفيقه وكيف تأثر به ، ومما لا شك فيه هو أن النور الذي أشرق في روح النبي الكريم لم يلبث أن أشرق في روح ابن عمه العظيم ، وذلك بفضل فطرته العظيمة وبصيرته النيرة وذهنه المتوقد ووجدانه المتوهج وشوقه اللافح إلى النور ، حتى أكاد أجزم بأن الرسول لم يجد نفسه في أي يوم مكرها على اللجوء إلى الجدل أو إلى الحجة والبرهان لاقناع ابن عمه ليصدق كلمة من كلماته أو صواب نيه من نياته ، بل أكاد أجزم كذلك بأن عليا كرم الله وجهه كان لفرط ما به من رهافة الحس بالجمال ومن الشوق إلى النور يبصر الجمال قبل أن يسفر الجمال عن وجهه ، ويلمح سناه قبل أن ينبلج النور لعينه ، فكأنه كان كمن يشهد بزوغ الشمس قبل أن تشرق الشمس .
وانقضى أجل الرسول ورسالته ما تخطت بعد حدود الجزيرة العربية وهي ما نبتت في الجزيرة لتنحصر فيها ، فلم يكن بد من رجال يشدون أزرها ويمضون بها بعيدا عن نباتها فكان ( علي ) أبرز الذين انبروا للذود عنها ، والكفاح في سبيلها ، وذلك بما أوتيه من فهم لغاياتها ومن حماسة تأججه لنشرها في الناس ، ومن بلاغة خارقة في التعبير عن معانيها ومقاصدها ، والكشف عن مكنوناتها ، وأنا إنما أتحدث عن بلاغة إمام البلاغة لا أجد ما أشبهها به غير ومضات البروق التي تمزق أكباد الظلمات ، فتكشف لك في مثل رفة جفن عوالم من السحر ما كانت لتخطر لك في بال . إن الحكمة في أروع مظاهرها لتترقرق فيما وصلنا من بيان الإمام ترقرق الماء الزلال على الحصى ، وإن المروءة والشهامة والبطولة والتقوى وحب الخير والعدل لجميع الناس لتطالعك في جميع أقواله وأفعاله ، لقد كان من بعد النبي خير بنية أبنتها أرضنا العربية حتى الآن ، وهو اليوم وغدا وبعد الغد قمة شاهقة بين القمم التي تشع من أعاليها أنوار الخير والصلاح والهداية للناس . إنه ليستحيل على أي مؤرخ أو كاتب ، مهما بلغ من الفطنة والعبقرية ، أن يأتيك حتى في ألف صفحة بصورة كاملة لعظيم من عيار الإمام علي ، ولحقبة حافلة بالأحداث الجسام كالحقبة التي عاشها . فالذي ينظر في فكر وتأمل ، وقال وعمل ذلك العملاق العربي بينه وبين نفسه وربه لما لم تسمعه أذن ولم تبصره عين .
وهو أكثر بكثير مما عمله بيده أو أذاعه بلسانه وقلمه .وإذ ذاك فكل صورة نرسمها له هي صورة ناقصة لا محالة . وقصارى ما نرجوه منها أن تنبض بالحياة .
إلا أن العبرة في كتاب من هذا النوع هي في تفحص ما اتصل بنا من أعمال علي وأقواله . ثم في تفهمه تفهما دقيقا ، عميقا . ثم في عرضه عرضا تبرز منه صورة الرجل كما تخيله المؤلف وكما يشاؤك أن تتخيله عن أعظم رجل عربي بعدالنبي .
**
الكاتب المسيحي جورج جرداق:
عظماء الخلق الحقيقيّون هم عظماء كل زمان ومكان. وهم شرف للإنسانيّة كلّها، لا يستطيع احتكارهم أحد من هنا أو هناك، لأنهم كالضياء الذي ينتشر على الجميع ولأن الإنسانيّة في النتيجة واحدة، ولأن التفريق بين قوم وقوم، أو بين طائفة من البشر وطائفة، هو عمل هامشي لا جوهري، وآني وطارىء على الحقيقة وعلى الخصائصالإنسانيّة بأصولها ومجاريها وغاياتها، فإن سيرة كل عظيم في الفكر والخلق والمسلك،أياً كان زمانه ومكانه، وأياً كان قومه، ومهما حاول هؤلاء أو هؤلاء احتكاره، هي ملكي وملكك وملك الناس، كل الناس، البيض والسود والصفر والمجاورين لك والغائبين عنك وراء البحار السبعة وفي طليعة عظماء الفكر والخلق والسيرة، منائر الأزمنة، هداة الناس جميعاً: الإمام الأعظم علي بن أبي طالب ، ألا إنه علي بن أبي طالب الذي تتمزق بسيفه الظلمات ، وتنقص على عدوه الرعود القاصفات ، وتذروهم الرياح السافيات ،فإذا به هول يدفع هولا وفي عينيه دموع تحولت شرارا ، وفي حناياه عطف توقد نارا !ألا إنه مخبأ الفقير من الريح ، وسترة الضعيف من السيل ، وموئل العاجز من الزوبعة المهلكة ، وصاحب الظل في الظهيرة المحرقة ، كالليل ! ألا إنه علي بن أبي طالب الذي سيقول فيه الدهر وفي سيفه مع القائلين : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي ! لقد كان علي بخصائصه جميعاً، وسوف يبقى، في كل عقل قويم، وقلب كريم، ووجدان سليم، ففي كل إنسان حقيقي وسويّ شيء من علي لا لقوم ولا لدين هو للناس أجمعين
**
الكاتب المسيحي المعروف جبران خليل جبران:
في عقيدتي أن أبن أبي طالب كان أول عربي لازم الروح الكلية وحاورها وسامرها وهو أول عربي تناولت شفتاه صدى أغانيها على مسامع قوم لم يسمعوا بها من ذي قبل فتاهوا بين مناهج بلاغته وظلمات ماضيهم فمن أعجب بها كان اعجابه موثوقاً بالفطرة ومن خاصمه كان من أبناء الجاهلية ، مات علي ابن أبي طالب شهيد عظمته ماتوالصلاة بين شفتيه مات وفي قلبه شوقٌ الى ربهِ ، ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره حتى قام من جيرانهم الفرس أناس يدركون الفارق بين الجواهر والحصى مات قبل أن يبلغ العالم رسالته كاملة وافية ، غير أنني أتمثله مبتسما قبل أن يغمض عينيه عن هذه الأرض ، مات شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلى بلد ليس ببلدهم وإلى قوم ليسوا بقومهم في زمن ليس بزمنهم ، ولكن لربك شأن في ذلك وهو أعلم.وأخيراً وليس آخراً ...
**
الأديب المسيحي شربل بعيني
وها هو شاعر مسيحي آخر يؤلف ديواناً شعرياً حول الإمام علي يسميه (مناجاة علي) ويهديه الى جورج جرداق قائلاً: إلى الأديب العربي الكبير جورج جرداق، الذي غنّى عليّ بن أبي طالب، صوت العدالة الإنسانيّة، كما لـم يغنّه أحد من قبل ...
إليكم بعض ماجاء في مناجاة علي:
يا عَلي الْمالِكْ تِفْكيري
مِنْ تِفْكيري فيك تْطِلّ
بْحِبَّكْ، يا أَكْبَرْ مِنْ حُبِّي
يا نُور الْفايِضْ بِالنُّورْ
لَوْ ما تِوَّجْتَكْ عَ قَلْبي
تِتْويج اللِّي مَرْقوا.. زُورْ
إِسْمَكْ، رَسْمَكْ، جِسْمَكْ.. عِنْدي
تَالُوت مْقَدَّسْ.. مِنْجَلّ
مْفَكِّرْ، عَالِمْ، وَاعِظْ، جِنْدي
سَيِّد.. لا ما في كِلْمِه تْدِلّ
بِفْتَحْ قَلْبي تا حَاكيكْ
بْلاقيكْ بْقَلْبي مَوْجُودْ
بْأَسْهَلْ كِلْماتْ بْناجِيكْ
تا يِحْفَظْ كِلْماتي وْجُودْ
شُو ما قالوا.. يْقولوا عَنِّي
الْمَذْهَبْ ما بْيِعْمِلْ تَغْييرْ
ماروني، شيعي، أَوْ سِنِّي
الإِسْم زْغِيرْ.. وْأَللّه كْبيرْ
**
ملحق 1: ما سيدنا علي واهل بيته الا كالأقمار التي تستمد نورها وتوهجها من شمس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... مصدر هذا النور
ملحق2 : المجموعة الشعرية (مناجاة علي) كتبها الأديب اللبناني شربل بعيني باللهجة العامية اللبنانية عام 1991 وقد ترجمت حتى الان الى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق