كلمات محبة

ـ1ـ
يا شربل الحبيب
ما هذا الشريط الخرافيّ الذي بعثت به إليّ؟.. لقد دوّختني
فعمّك الدكتور عصمت الأيّوبي يمطر من الشرق، وأنت تبرق.. وترعد.. من الغرب.. وأنا تحت أمطار حبّكما بلا مظلّة
هل يمكن أن يأتي الربيع كلّه من أستراليا.. بلا موعد سابق؟
هل يمكن أن أنام ليلة كاملة على وسادة من الياسمين.. وأصحو على صوت العصافير.. وأغتسل بماء العشق؟
إنني أعرف أبعاد حبّك النزاري، ونوبات جنونك الجميل، ولكنني لـم أكن أتصوّر أن عمّك دخل في الحزب.. أيضاً.. وصار يضارب عليك في الإيديولوجيا النزارية
إن حديثه فاجأني برقّته، وحضارته، وثقافته، وجذوره الشعريّة، ومنطقه المتماسك
أمّا أنت.. فقد كنت كديك القرية تمارس فحولتك على آخرها.. وتفقأ عين الدجاج الناقد.. وتنتف ريشه.. حتى سقط مضرّجاً بدم أحقاده
الواقع إن القصّة كلّها سخيفة، وجاهلة، ومتخلّفة ثقافياً.. ولكن ماذا تفعل إذا كانت (ثقافة زيت الكاز) تحاول أن تشتري كلّ شيء.. بما في ذلك كبرياء أبي الطيّب المتنبي
ولكن أبا الطيّب المتنبي.. لا يمكن أن يباع في السوبر ماركت.. ولا يمكن لكلماته أن تتحوّل إلى جوارٍ في سرير أمير المؤمنين
فشكراً للدكتور عصمت على شهادته الثـمينة، وشكراً لك أيّها الديك الرائع الذي ملأ الدنيا، وخوّف قارة بأكملها بشجاعته وفتكه ومروءته
نزار قبّاني
مجلة ليلى ـ العدد 33 ـ تموز 1998
**
ـ2ـ

دهشة الحرف الواقف بين يديك أنموذجاً حيّاً مشرشراً كزغاليل إضمامة من نور بهيج، يتسلّق شعفات من جبال العاطفة الرقيقة في يراعتك الذكيّة، مسافراً عبر الدروب الجبليّة، رابضاً كلبوة جميلة ترمق الوهاد والشعاب، تراقب الطرق خوفاً على أجرّائها
كنت ذكيّاً في أحباب، ديوانك المولود جديداً. مباركة هي حروفك، ومبجّلة هي عباراتك الشعريّة ذات الجرس الرقيق
شربل.. تأخّرت عنّي، تأخّرت في إطلالتك، تأخّرت في إرسال قوافل حروفك. تأخّرت حتّى في غيابك عنّي، وعندما ينقطع عنّي صوتك فكأن القارة الأستراليّة كلّها قد انفصمت عن هذا الكون
أصبت بدهشة صارخة، وأنا أتصفّح ديوانك. اعتقدت جازماً أنني أنا الذي خطّطت هذه التخطيطات في ديوانك، وأخيراً وجدت إنها لجورج حدّاد. آمنت الآن بالتقمّص الذي تنبجس ينابيعه من أصابع الفنّان، جورج حدّاد هو حتماً شقيق روحي، ربيب نفسي، وإلاّ من يستطيع أن يميّز تخطيطاتي من عروق خطوطه
الأب الدكتور يوسف السعيد
السويد، 29 حزيران 1990
**
ـ3ـ

أخي الشاعر المبدع الكبير.. والإنسان الإنسان الأستاذ شربل بعيني المحترم
ألف تحيّة، وكل عام وأنت بخير
والأذن تعشق قبل العين أحياناً.. وقد تذوب العين والأذن والقلب محبّة عند اللقاء. وتنساب أنهار المحبّة بعد اللقاء، وتنفتح بساتين في القلب، وتنعقد ألف أغنية وأغنية في الأذن، وتخضرّ ألف سماء وسماء في العين
لقد امتدت جسور بيني وبينك من الأهداف والمبادىء الإنسانيّة قبل اللقاء الأخير، وها هي جسور مجنّحة من المشاعر والعواطف تمتد جديدة دافئة متينة في أعماق القلبين، وأغوار النفسين
مَن كنت أيّها الرجل؟
ومَن أنت اليوم؟
أيّها التضحيّة التي لا تنتهي، والمحبّة التي لا تذبل
مَن أنت عندي بالأمس؟
ومَن أنت اليوم وغداً؟
يا مَن أينعت السنابل في قلبه محبّة، وضميراً حيّاً، وخلقاً كالربيع الدائـم
هل أقول إنك واحد ممن كنت أبحث عنهم في شعري، وأفتّش عنهم في زوايا الخيبة، وجفاف الأرض؟
مثلك أيها الإنسان عملة نادرة، فأنت مبدع سلوكاً، ومبدع شعراً، ومبدع عملاً، وعلاقات مع الآخرين. لقد رأيت، وسمعت، وقرأت، فما أخطأت فيك عين، ولا خابت أذن، ولا كذبت قراءة
وما كنت أحسب أن للقصائد قدمين تمشي بهما، وعينين ترى بهما، وأذنين تسمع بهما، حتى لقيتك
أتمنى لو تتحوّل القصائد إلى سلوك، ودواوين الشعر إلى قيم وأخلاق، حينئذ سيبحث الشعراء عن موضوع آخر للشعر، وأرض أخرى للإبداع. أو يستحيلون إلى أرواح ملائكيّة، تبث السعادة في نفوس البشر، وتزرع النور في كل طريق
لـم أعد أحملك في نفسي أفكاراً مجردة، وكلاماً أو شعراً هلاميّاً بارداً، لقد أصبحت أغنية أصغي إليها كل يوم، وجريدة يوميّة أقرؤها كل صباح، وفنجان قهوة أكسر به بقايا نعاس، وأنفض به بعض رماد عالق في الوجه، والمتطاير من منافض الرداءة الفكريّة، ورديئي الشعر والشعراء، نجّاك اللـه من رماد الشعر، وغبار الشعراء
محمد الشرفي
اليمن ـ 1/1/1991
**
ـ4ـ

المودة بين الأخيار والأصفياء متينة عراها. الوفاء بعض من سماتها. وليس سهلاً أن يمتلك الشاعر أسرار النفس البشريّة، ويصل بها إلى إدراك مفاتيحها. فكيف إذا كان لا يجد سوى الحبّ نبراساً في هذه النفس. والشاعر شربل امتلك القدرة على النظرة الشموليّة في هذا الكون، وامتلك مفاتيح النفس البشريّة، فلا كون دون حب، ولا شعر دون أحباب، ولغة الحب والأحباب لا تفرّقها لغة السياسة، وكأن السياسة تحرّم الصدق، وتمنع الحبّ، وتصنع للنفس مفاتيح مزيّفة
محمد زهير الباشا
البيرق، العدد 247، 1990
**
ـ5ـ

استمعت إلى شريط الفيديو، وبخاصة إلى قصيدتك الرائعة، بعد أن كنت قد قرأتها مرّات عديدة، ولقد ازداد إعجابي بعد أن استطعت من خلال إلقائك الخلاّب المثير المؤثر العميق الوصول إلى الضفاف الشعريّة الإنسانيّة التي تكتنز بها القصيدة، والتي تنطوي على ألـم ثوري عاصف
إنّك شاعر حقيقي، وصوتك جزء لا يتجزّأ من شاعريتك الفذّة. أكرّر شكري وتقديري ومحبّتي
عبد الوهّاب البيّاتي
7/10/1988
**
ـ6ـ

أما قصيدة الشاعر اللبناني شربل بعيني المكتوبة باللغة المحكيّة، ففيها استقراء لأعمال البيّاتي الشعريّة والنفاذ من خلالها إلى وحدة الشاعر وغربته بين عبيد المال والباحثين عن الذهب في دكاكين السياسة والأدب، كما تتحدّث القصيدة عن أخوّة الشعراء الحقيقيين، وأن مجد الشاعر الحقيقي، هي مملكة الشعر المتحصّنة ضد الموت والتعاسة والترهات التي تمزّق القلب
القبس الكويتيّة ـ 13/9/1988
**
ـ7ـ

حلاوات المربد في بغداد أنه يجمعنا بالعديد من شعراء الأرض، من كل الملل وكل اللغات. وحلاوة المربد هذا العام كانت تعرّفي بشربل بعيني ، وهو شاعر لبناني يعيش في أستراليا من نحو ربع قرن
شربل سريع الإندماج بالناس، ولعلّه أكثر الشعراء المربديين الذين كسبوا حبّ أكبر عدد ممكن من الوافدين على عاصمة الرشيد.. وذلك لأنه جذاب خلوق ذو ثقة فائضة في النفس، حتّى ليؤمن "بطريقة" خطّها لنفسه في التعامل مع الشعر، على أنها "دستور"، ويريدك أن تحذو حذوه في اقتفائها بلا مماحكة ولا جدال
يؤمن مثلاً في "التعبير" كيفما جاء، ممزوجاً بالفصحى أم بالعاميّة، في أبيات على بحور عدّة كما القصيدة الواحدة. شرط أن يؤدي المعنى الذي يريد. وهو يأنف أن ينقّح شعره، فإنه يرسله بعفويّة وبساطة وحرارة ودفق، ولكنّك تحبّه لطيبته المتماديّة وإنسانيته ووطنيّته وتغتفر له خطاياه
والنتيجة أن شربل بعيني شاعر متوثّب، يقول كلمته ويمشي سواء فهمت حبيبته أم لـم تفهم، وسواء أعجب أهل الفكر بقلمه أم لـم يعجبوا، فهو يريد أن يقول حقيقته، ويفهمك روحه ورسالته متجاوزاً بعض تعابير أو أفكار ربّما يتعّمدها، أو لا جلد له على تنقيتها. لا يهمه وزن وصياغة بقدر ما يهمّه بث فكره ومشاعره، فالأسلوب عنده ثانوي نسبة للفكرة والرسالة. وهو يؤمن أن أسلوبه سيتحوّل في الغد مدرسة. ورغم كل بشاعات الحرب والغربة الطويلة التي يقاسيها، فهو دائم التوثّب للغد، كثير الإيمان بنفسه وربّه ووطنه
الدكتور عصام حدّاد
العمل البيروتيّة ـ 26/4/1988
**
ـ8ـ

ولـم يكن الشاعر الرقيق شربل بعيني ، إبن لبنان البار، المهاجر إلى أستراليا، إلاّ واحداً من تلك البلابل المغرّدة التي خطّت بأجنحتها الأرجوانيّة على أغصان شجرة العروبة الشامخة في المغارس الأجنبيّة، يزفرون، ويتألمون، وترى أوراق هذه الشجرة تتساقط الواحدة تلو الأخرى، على أرض ممزقّة تئنّ من جروحها، وتندب أبناءها المتخاصمين المتباعدين. وصوت الشاعر هو صوت الأمّة وضميرها. هو نفحة علاء، وثورة شرايين، وصرخة حقّ. هو لهيب النزوح المستعر، وصدى التوجّع والغربة. هو انتفاضة الأصالة العربية لبعث التراث من جديد
وأطلّ الشاعر على أرض الوطن، يحمل ريشة فنان، ويراعة إبداع، وكلمة حقّ، فرسم لوحة الأرض الممزقّة، وحمل إليها شوقه وحنينه، وأسند رأسه إلى حضنها، وخاطب الذين شوّهوا الصورة، وتحالفوا مع الشيطان، بأن مصيرهم إلى القبر، ومن القبر إلى البحر
هل يفقهون سر الألـم الكامن في هذه القصيدة الرائعة التي تنضح سمّاً مذيباً: "دعوة إلى الجنون"؟. هل يعرفون كيف يعودون إلى رشدهم؟.. فصرخة الشاعر هي صوت الأمة، ودمعة الشاعر هي دمعة الأمّة، وإيمانه هو إيمان كل ذي إيمان. إن الفجر يشرق من خاصرة الليل، والأمل يطلّ من أنات الجريح.. وإلى شربل بعيني، تحيّة الفجر والأمل، وبسمة الأرض والوطن
نعمان حرب
الثقافة السوريّة
**
ـ9ـ
لـم أكن أصدّق عيني وأنا أتحدّث إلى واحد من أحفاد أساتذتي شعراء المهجر الكبار، حتى أتيح لي اللقاء بالشاعر الصديق شربل بعيني ، فرأيت في وجهه البشوش طيبة أهل لبنان. وما أن قرأت قصيدته المربديّة، حتى أحسست فيها بصدق الشاعر، وأصالة التجربة
لـم أكن أصدّق نفسي أن تتكرّر الغربة مرّة أخرى. ألـم يكفنا نحن أهل الشرق ذلك الإغتراب الطويل المرير؟ لقد اغترب جبران، وأبو ماضي، ولكن أن يغترب جيلنا فذلك أمر عصيب، لن ينقذنا منه إلاّ الشعر، الشعر الحقيقي الصادق، مثل ذلك الذي وجدته في قصيدة الصديق شربل بعيني. تمنيّاتي لك ياشربل: المزيد من الإزدهار في حياتك الإبداعيّة
الدكتور تاج السر الحسن
السودان، 1987

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف3:06 م

    hi mi name is 6 emerald u r the bestes teaher in the world

    ردحذف