مصيبة/ جورج هاشم

سامحك الله يا شربل بعيني،
مصيبة حلّت بي بسببك يا عزيزي شربل.
خسرت موسماً من التين بكامله بسببك. وإليك القصة:
تينتان من النوع الاجّاصي كانت تحمل كل واحدة منها أكثر من ثلاثين ثمرة من التين المبكر
الذي يسبق الموسم بأكثر من شهر ونصف.
كل يوم كنت أجد ثمرة أو أكثر، وقد أصبحت بحجم البيضة، واقعة على الارض بعد ان تؤكل من ناحية "العقصة".
تحيَّرت في الامر ولم أترك خبيراً إلا وسألته. حتى توصلت الى السبب وهوان قبيلة من الجرذان استوطنت قرب التينات
وأخذت تشن الغارة تلو الغارة عليها. ابتدأت عماية الكر والفر بيني وبينها. أنا ادافع عن حقّي بتينانتي وهي تدافع عن حقّها في الغزو.
وبعد تجريب عدة وسائل للتخلص منها اهتديت الى سم يريحني منها. كل يوم مساء أرشّ حبّات السم حول التينتين ولا أجد للسم أثراً في الصباح.
والان تمكنت من المحافظة على حوالي اربع حبّات هي كل ما نجا من هذه المعركة الباهظة التكاليف.
ربما ستسأل: وما دخلي أنا بالموضوع؟ فلأكمل القصة إذن:
البارحة، حوالي الرابعة صباحاً، تفقدت التينات. شاهدت جرذاً، ربما هو آخر فرد في القبيلة، يترنح في عودته الى وكره. وقفت أتفرج عليه.
يقع ثم يقف مجدداً ثم يترنح ولكنه جاهد ووصل الى وكره لكنه خرَّ صريعاً على ورقة مفروشة على الباب. لم أتبين ما هي.
اقتربت منه، أزحته بقضيب تشبّهاً بالمتنبي الذي قال "لا يقبض الموت نفساً من نفوسهم / إلا وفي يده من نتنها عود". وصعقت!
هل تعرف ماذا وجدت؟
مقالتك يا عزيزي شربل بعنوان "تينات جورج هاشم"...
وهكذا كان مقالك هو السبب في القضاء على موسم التين المبكر.
نتأمل سلامة الموسم الاصلي.
مع تحياتي
جورج  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق